لم أحصل على رهبة الموت الحقيقية إلى أن امتلكتها ذلك اليوم ..
ليس من السهل أن تثبت إيمانك بأن الموت يحدث في أيّة لحظة إلى أن تقترب من حقيقته بطريقةٍ ما، ولسوف تتذكر كلماتي هذه إن حدث لك هذا يوماً ما.
كنت في ذات يوم غارقة في التفكير وأنا أنتظر عودة أخي من الصيدلية في سيارة والدي العزيز، لكن .. وبدون سابق انذار صدمت سيارة ما أخي، لقد طار في الهواء للحظة وسقط في الأرض، شعرت أن قلبي توقف، فأغمضت عينيّ للحظات، لم أكن حينها أعرف ما الذي جعلني أغلق عينايَ خوفاً منه، لكن مع اغلاقهما طاردتني صورة أخي وهو يطير في الهواء، حينها فتحتمهما سريعاً لأرى أن أخي يقف وأبي يحتضنه، ويسأله عن حاله، تنهدت بقوة وقلبي ينبض أسرع فأسرع.
تلك الليلة لم أستطع النوم، كنت أرى لحظة الطيران كلما أغلقت عيناي، علمت حينها أنني توقعت وبصرحة أن يموت أخي فور سقوط رأسه على الأرض ولكن -الحمد لله- أنه وضع يديه فوق رأس وتفادى تحطم عظام رأسه.
الآن أعلم جيداً أنه لدي رهبة من الموت ومؤمنة بكل حاسة لدي أنه قد يحدث في أي وقت دون معرفة منك، أحببت أن أشارك هذه اللحظة لأفيد من لم يجرب لحظة كهذة، أو أكثر اخافة منها.
مُروج هِلال.